الصوت المتزامن والغير متزامن مع الصورة




الصوت المتزامن والغير متزامن مع الصورة

الصوت المتزامن مع الصورة هو الصادر عن مصدره الأصلى المرئى . فمثلا يكون صوت الممثل وهو يتكلم ، مصاحبا لصورته على الشاشة . وهناك تأثير كبير للصوت المتزامن مع حركات الشفاه علي إيقاع مونتاج الفيلم. ويكون العمل الدرامى أقرب لإيقاع الحياة اليومية في المشاهد التي يتزامن فيها الصوت مع الصورة، لأن المونتاج حينئذ يصبح مقيدا بالزمن الحقيقى للحوار. لذلك فمن الصعب التحكم فى الإيقاع من خلال المونتاج فى مشاهد الحوار. والمونتير الموهوب هو من يستطيع تحرير المشهد من خلال الاستخدام الخلاق للقطات رد الفعل فى المونتاج.
ومن أساليب المونتاج المستخدمة لتفعيل مشهد الحوار: ظهور الممثل على الشاشة قبل أن يبدأ فى الحوار. فيجب أن تسبق الصورة الحوار حتى يتم بعث الاهتمام في المتفرج. ومن المهم استخدام اللقطات القريبة فى الحوارات المهمة والأساسية لتأثيرها الدرامى القوى، واللقطات المتوسطة والعامة للحوارات الأقل أهمية. ويمكن فى مشهد الحوار قطع جملة حوار الى لقطة رد فعل, كما يمكن قطع اللقطة فى منتصف جملة الحوار لبيان رد فعل المستمع لما تم قوله. ويصبح المستمع حينئذ هو المحرك الدرامى الأساسى للقطة مصاحبا لها الصوت. هذه التقنية من أهم تقنيات المونتاج لأنه يعمل على ترسيخ المحتوى الدرامى لمشاهد الحوار.
وحين يبدأ التسلسل الدرامى ببعض كلمات الحوار، ثم يتم القطع إلى لقطة رد فعل، أو لقطة من فوق الكتف ومن زوايا مختلفة، ثم تجيئ الخاتمة ببضع كلمات الحوار, سوف تترك هذه الطريقة فى المتفرج الانطباع بأنه شاهد حوارا مكتملا. وفي الزمن الواقع بين الكلمات الأولى والأخيرة، يمكن خلق إثارة سينمائية عامة من خلال عدة لقطات نراها بينما نستمع إلي الحوار من خارج الكادر. ويمكن أن يحدث القطع أيضا ما بين الجمل فى كثير من أنواع الحوارات البسيطة. وهذه الطريقة من أبسط الطرق وأضعفها لتقديم الحوار. فالقطع المباشر من شخص إلى آخر خلال الحوار كان يستخدم فى الأيام الأولى للأفلام الناطقة. ولو أن للمونتير الفرصة للفصل بين الصورة والصوت، يمكنه تكوين علاقات أكثر إثارة بالتفكير فى أفعال وردود أفعال مستقلة، مع الدمج أوخلق التباين بين الصوت والصورة.
أما الصوت الغير متزامن مع الصورة ، فهو الصوت الغير مصاحب لمصدره المرئى . فمثلا صوت ممثل وهو يتكلم ، مصاحبا لصورة الموضوع الذى يتكلم عنه ، هنا نسمع صوت الممثل ، ولا نراه فعليا .
وقد نظن أن الصوت المتزامن مع الصورة هو أقرب للواقع , ولكن فى الحقيقة العكس هو الصحيح . فمعظم الأصوات التى نسمعها فى حياتنا اليومية لا نرى مصادرها الأصلية . ففى المثال التالى يقوم شخصا بكتابة رسالة ، وفى خلال عملية الكتابة يستمع لكثير من الأصوات , مثل صوت السيارات المارة فى الشارع , أو صوت أقدام فى الحجرة العليا ، أو أصوات عند المدخل , ولكنه يظل مستمرا فى الكتابة . وتعتبر كل تلك الأصوات ، أصوات غير متزامنة مع صورها .
ويعمل الصوت الغير متزامن مع الصورة على اثارة المشاعر فى الممثلين ، والمتفرجين ، على السواء . ففى المثال السابق , لو أن صرخة حدثت فجأة , سيتعرض الممثل الذى يكتب الرسالة إلى نوع من الصدمة . وسيشعر بحالة من الغموض ، سببها عدم معرفة مصدر الصرخة : فهل مصدرها من الداخل ، أم من الخارج ؟ هل مصدرها أحد أفراد الأسرة ، أم أنه شخص غريب ؟ هنا ينظر الممثل الى الشباك ، ويحاول ان يسمع بتركيز , عندها يزداد التركيز على الأصوات الغير متزامنة مع مصدرها .وعلى الرغم من انه فى المثل السابق لم يكن أى من الاصوات متزامنا مع مصدره , الا أن تلك الأصوات كانت لها قدرة عظيمة على اثارة مشاعر التوتر ، والتوقع لدى المتفرج . وتظهر امكانيات استخدام الأصوات الغير متزامنة مع مصادرها فى خلال مونتاج الصوت ، والتى تبدأ من لحظة تصميم المخرج للمشاهد .
شكرا لك ولمرورك
screenmidea page contents