وظائف المونتاج Functional Editing


وظائف المونتاج   
 Functional Editing
مقدمة 
المونتاج عملية إبداعية : يقول المثل القديم أن "القواعد وضعت لكي نخالفها Rules are made to be broken ". والقواعد العامة للمونتاج ليست استثناء من هذه القاعدة. ولكن كسر القواعد العامة بدون سبب مقنع يُعد درباً من التهور. وعموما فإن كسر القواعد لتحقيق نتيجة معينة, مسموح به تقريبا في كل الظروف. وبالطبع عندما يسعى المونتير لتحقيق تلك الظروف الخاصة، فيجب على الأقل ان تتغير بعض قواعد العمل العامة.
وهناك بعض مشاهير المخرجين بالتعاون مع المونتير الذى يعمل معه ,استطاعوا الحصول على نتائج مشرفة جداً عن طريق كسر القواعد الأساسية للمونتاج. لدرجة أن بعضهم استخدم حتى القطع القافز Jump cut للوصول إلى هدف إبداعي. وهكذا من المفيد دائما تعلم قواعد المونتاج Grammar of the edit- قبل محاولة كسرها.,ومع ذلك فإن هذه القواعد ليست غاية في حد ذاتها, ولكنه الأبداع . ولهذا السبب فقط ، تنطبق عليها مقولة"الإبداع لا يتقيد بقواعد"Creativity Overrules Grammar". .
والآن علينا معرفة أن أبعاد وظائف المونتاج يبدأ من خلال التمييز بين شكلين رئيسيين :
الشكل الأول : يتعلق بمجرد وصل اللقطات لتكوين تسلسل يطور المضمون من نقطة إلى أخرى , وبما يشعر المتفرج بأنه يتابع تدفقا سلسا وكلا متماسكا وليس مجرد مجموعة من اللقطات وهذا ما يسميه مارسيل مارتن في كتابة اللغة السينمائية بالمونتاج الروائي .
الشكل الثاني : يتعلق بما يتجاوز مجرد تحقيق التسلسل ليستهدف تحقيق تأثير فكرة وشعورية دقيقة نتيجة لتوصيل لقطتين أو أكثر عند نقطة أو نقاط محسوبة بدقة تأخذ في الاعتبار عنصرا أو أكثر من مواصفات كل نقطة مثل توقيت بدايتها ونهايتها, وطولها الزمني, ومكوناتها التشكيلية, ومضمونها..... الخ، وصولا إلى التأثير المطلوب الذي قد يتمثل في خلق معنى أو تفسير ما أو خلق إحساس ما أو الاثنين معا وهذا ما يطلق عليه مارسيل مارتن بالمونتاج التعبيري. وعلى سبيل المثال عند وصل لقطتين تتضمن الأولى منهما منظرا لمادة بترولية تسيل على الأرض, بينما تظهر اللقطة الثانية منظرا لمصدر لهب, فإن اللقطتين تخلقان معا فكرة الاشتعال الوشيك. وإذا قمنا بتجزئة اللقطتين إلى وحدات أصغر ووصلناها بشكل تبادلي (المادة البترولية + مصدر اللهب + المادة البترولية + مصدر اللهب....) فإن هذا من شأنه أن يخلق في المتفرج شعورا بالقلق والتوتر لما سوف يحدث.
من ناحية أخرى فإن مارسيل مارتن يلخص صفة الشكل الأول (الروائي) بأنة قائم على الارتباط, بينما يقوم الثاني (التعبيري) على القطع، ثم يقرر أن التمييز بينهما أمر نسبى وليس مطلقا. ذلك لأنه في الممارسة الفعلية لا يوجد حد فاصل بينهما, بل إنهما يلتحمان بين الحين والآخر في أي وقت وفقا للهدف المنشود وطبيعته الجزئية التي يتم التعامل معها.
وتظهر الوظائف والتقنيات الأساسية للمونتاج في اتجاهات الشاشة، والزمان والمكان السينمائي، والسرعة والإيقاع، ولقطات الرجوع للوراء، ومشاهد المونتاج، والتشبيهات والمجازات المرئية. ومن خلال هذه التقنيات يستطيع المونتير توصيل الأفكار للمتفرج وإثارة مشاعره. فيجب أن يكون لكل لقطة ومشهد من المشاهد سبب وظيفي مثل الإسهام في تطور الشخصية، أو الإخبار بالقصة، أو بعث روح فكاهية، أو إعطاء توضيح أو تفسير ما، أو خلق جو نفسي معين، أو بعث المعاني. وأي مشهد لا يخدم وظيفة أو هدفا معينا ينبغي حذفه مهما كانت قيمته التصويرية، بما أنه لا يضيف أي جديد إلى محتوى الفيلم.
أهم اشكال المونتاج :
اولا : الانتقال من مشهد الى اخر :
ويمثل اول اكتشافات المونتاج وذلك من خلال القطع الصريح من مشهد الى اخر او باستخدام اى من وسائل الانتقال .. مثل المزج او الأختفاء والظهور التدريجي متعاقبين ويأخذ الانتقال الصورة التالية :
أ - الانتقال من مشهد الى اخر متضمنا تغير المكان وتغيير الزمان .
ب- الانتقال من مشهد الى اخر متضمنا تغيير الزمان دون تغييرالمكان .
ج- الانتقال من مشهد الى اخر للتعبير عن الرجوع الى الماضى أو الى المستقبل او للتعبيرعن الاحلام او التخيلات ..
ثانيا : الانتقال بين مشهدين او اكثر فى تواز (المونتاج المتوازى) :
أ- الانتقال بين مشهدين (حدثين) او اكثر فى نفس الاطار الزمنى وبشكل متكرر ومع وجود علاقة موضوعية بينهم ..
ب- الانتقال بين مشهدين او اكثر بشكل متكرر مع تأجيل توضيح العلاقة الموضوعية بينهم.
ثالثا : المونتاج داخل المشهد الواحد :
أ- الانتقال بين عدد من عناصر الحدث لشغل بؤرة اهتمام المتفرج بأهم عنصر فى كل لحظة او لتكثيف تطورات الحدث.
ب- الانتقال بين الأحجام المختلفة للقطات ( لقطة عامة - لقطة متوسطة - لقطة قريبة - الخ) .
ج- الأنتقال بين الزوايا المختلفة لرؤية الكاميرا من حيث الزاوية والمسافة وفقا لتطورات الحدث .
د- الأنتقال بين الفعل ورد الفعل او التركيز على شخصية المتكلم فى لحظة ما .
رابعا : الموناتج الاجبارى او الحتمى :
ونقصد به نوعية من الاحداث السينمائية لايمكن أو يعصب تنفيذها بدون توظيف المونتاج ويمكن القول ان اكتشاف المونتاج وامكانياته فى السينما قاد السينمائى نحو التعامل مع مثل هذة النوعية . ويتمثل هذا على سبيل المثال مشاهد المعارك الحربية او الكوارث مثل سقوط الطائرات , او غرق البواخر , او إشتعال الحرائق , كما يتمثل فى بعض المشاهد الاقل تعقيدا من حيث تنفيذها ولكن يصعب تنفيذها قى لقطة واحدة مثل سقوط شخص من أعلى عمارة او اصطدام سيارة بأحد المارة .
شكرا لك ولمرورك
screenmidea page contents