القطع القافز The Jump Cut

القطع القافز
The Jump Cut

 كلما كان القطع سليما، كلما قلت ملاحظته من قبل المتفرج , والوضع المثالي ,هو ألا يشعر المتفرج بأن الفيلم الذي يشاهده تم عمل مونتاج له. لأنه عندها ستتدفق الأحداث بسلاسة من البداية للنهاية. وأحيانا تكون الأنتقالات من القوة ، بسبب حسن اختيار اللقطات التي يتم مونتاجها. وبالتالى لن يحسها المتفرج أيضا ، وهو ما يساعد على التدفق البصري من لقطة الى أخرى. وهذا العمل لا يتأتي إلا من مونتير مبدع. وقطع قافز واحد بين لقطتين , يدمر في الغالب مشهد كامل مكون من عدد كبير من اللقطات . إن إحدى الجوانب التي تساهم في جودة الفيلم ، هي أن تبدو كما لو كانت لا تحتاج إلى مونتاج بالمرة. وهذه هي علامة المونتير الجيد.
والقطع القافز هى الحركة الملحوظة فى الصورة التى تخل بإتصال حركة الفعل الدرامى، من لقطة إلى أخرى، فتظهر كالقافزة فى الصورة، مما يؤدى إلى إرباك المتفرج وشعوره بالخلل فى حركة الصورة.     ويشكَل الفشل فى الحفاظ علي تتابع وانسيابية حركة الموضوع المصور خلال مرحلة التصوير نفسها صعوبة بالغة أمام المونتير فى قدرته على التصرف ومعالجة تلك الحركة القافزة.
1- فلا يستطيع المونتير القطع المباشر من حجم لقطة معين إلى حجم لقطة آخر، وإلا ظهر القطع قافزا، بسبب عدم وجود تكامل بين نهاية الحركة فى اللقطة الأولي وبدايته فى اللقطة الثانية . ويصبح الاختيار الوحيد المتبقى أمام المونتير هو ترك اللقطة الأولي بأكملها لتأخذ الحركة الدرامية مداها بالكامل دون قطع، أو أن يستخدم قطعا من خارج الكادر Cut Away للقطة رد الفعل.
2- قد يفشل المخرج أيضا فى الحفاظ على التتابع في إتجاهات الشاشة خلال الحدث الدرامي الواحد، حيث لا يتوفر للمونتير لقطة تفصيلية Insert Shot يمكن استخدامها للتغطية على التغير الخاطىء فى اتجاه الشاشة، فيفقد أية وسيلة للتعديل.
3- ربما يكون المصور قد غير العدسات بدون تغيير وضع الكاميرا أو ارتفاعها، مما يسبب صدمة فى تماثل الرؤية  للمتفرج، ويكون البديل أمام المونتير هو استخدام لقطات من زوايا مختلفة لنفس المشهد لمداراة هذا التغير.
4- يمكن تطبيق نفس القاعدة على مستوى الإضاءة الغير متناسقة فى القوة واللون بين لقطة وأخري. فيظهرالتغير فى الإضاءة فى المونتاج كالحركة القافزة، من مستوى إضاءة ضعيف إلى مستوى إضاءة قوى. ولحل هذه المشكلة يستطيع المونتير أن يجمع مجموعة من اللقطات ذات مستوى إضاءة واحد، ويعدل من تسلسل الفعل الدرامى فيها، ويقدم كل مجموعة من خلال لقطة تأسيسية، والتى تمهد للمتفرج بصورة منطقية لمستوى الإضاءة الذى يليها. أما إذا فشلت هذه الطريقة، فيمكن حينئذ استخدام لقطة خارج الكادر Cut Away .
5- إذا حدث تغير مفاجىء في مركز الاهتمام في المشهد عن طريق قفز مفاجىء، من جزء من الشاشة إلى جزء آخر، في لقطتين متتاليتين، يصبح المتفرج مجبرا - خاصة على الشاشة الكبيرة - على متابعة هذا التحول فى مركز الانتباه، وكأنه يتابع مباراة تنس. ويصبح فيها المتفرج مجبرا فى كل لقطة على البحث عن مركز الانتباه فى الشاشة، عندها يفقد الفعل الدرامى جزءا من وظيفته بسبب تشتت انتباه المتفرج. وكلما كانت الشاشة كبيرة، كلما أصبح لنقطة التركيز أو مركز الاهتمام فى الشاشة أهمية كبرى من لقطة لأخري.ويجب على المصور الجيد أن يأخذ فى الإعتبار مرحلة المونتاج وهو يقوم بالتصوير، بحيث يكون حريصا على أن تتوجه عين المتفرج فى الصورة إلى نفس الثلث من الشاشة، من لقطة لأخري، اتباعا لقاعدة الأثلاث .
6- وقد يعوق الصوت القدرة على معالجة الحركة القافزة فى الصورة، فمثلا يغلب الصوت العالى أو أية صرخة مفاجئة، أو الموسيقى أوالحوار على الصورة مؤقتا. ولو أن عملية المونتاج تتم بمهارة، عندها يستطيع المونتير مداراة الحركة القافزة فى الصورة قبل أن يكون المتفرج قد أفاق من الصدمة، وحينئذ تسترجع الصورة سيطرتها الطبيعية.
7- كما وأنه إذا كان القطع قافزاً، فلا يعني هذا أن استعمال المزج ,أو الظهور والأختفاء التدريجي سيجعلها ناجحة بشكل تلقائي , والقطع غير السليم ليس أفضل من مزج غير سليم. وإذا لم تتوافق لقطتان سويا في المونتاج بإستعمال القطع، فهما بالتأكيد لن يتوافقا باستعمال المزج. والسبب في هذا هو إما أنه:
* لا يوجد دافع للقطع.
* أو عدم وجود معلومات جديدة فى اللقطة الثانية.
* أو أن هناك خطأ فى التكوين بينهما .
* أو أنه هناك خطأ فى الصوت بين اللقطتين .
* أو أنه هناك خطأ فى زوايا اللقطتين .
* أو خطأ فى الاستمرارية بينهما .
فمثلاً لو أن الخط
الوهمى تم عبوره بطريقة خاطئة.
 سيصبح الرجل والسيدة في الجانب الخطأ من الصورة.
واذا تم القطع فى المونتاج من اللقطة الأولى الى الثانية ، فسوف يتولد أسوأ أنواع القطع القافز. وسيحدث اضطراب بصري لدى المتفرج, ولن يكون هناك استمرارية بين اللقطات. وحتى اذا تم استعمال المزج Dissolve بدلا من القطع cut فسيحدث ارتباك تام لدى المتفرج. وسيكون من حقه القول: "لماذا تحركت المرأة فجأة إلى مكان الرجل , والرجل إلى مكان المرأة ؟ " .فإذا فشل المونتاج باستعمال القطع، فالفشل سيكون ذريعاً أيضاً في حالة كونه مزجاً.
وعندها لن يستطيع المونتير عمل الشيء الكثير لتحسين ذلك الأنتقال.
* أو يوجد سبب مركب من الأسباب السابقة.
شكرا لك ولمرورك
screenmidea page contents