مبرر القطع Motivation




مبرر القطع  Motivation
 
يعتبرمبرر القطع من الأساسيات المهمة التى تعبر عن التغير فى اللقطة . فكل قطع إلى لقطة جديدة يجب أن يكون بدافع من شيئ يحدث فى اللقطة السابقة لها. فمثلا لو أن هناك امرأة تدير رأسها لترى شيئا، عندها يجب أن يتبع ذلك لقطة تعبر عن ذلك الشيئ الذى تنظر إليه. فلو كان ما تراه مخيفا، يتبع ذلك لقطة رد فعل تظهر إنفعالها. ولو أن شعورها هذا يعبر عن ذعر، يمكن أن تكون لقطة رد الفعل هنا هو الهروب، ويجب أن يتم التعبير عن ذلك فعليا بالحركة. وهكذا كل قطع من لقطة الى أخرى له دافع مبنى على الذى قبله، ويكون ذلك الدافع منطقيا وعاطفيا ومرئيا.
ويرتبط هذا العرف بالدافع motivation وهو أحد عناصر المونتاج الستة. وإذا كانت اللقطة جيدة وكاملة في حد ذاتها، أي أن لها بداية ووسط ونهاية، فليس من المفيد قطع أي جزء منها واستبداله- وخاصة إذا كانت النتيجة النهائية ليست بأفضل منها ,ولا تلبي توقعات المتفرجين عن اللقطة الأصلية. باختصار، لا تقم بتشويه اللقطة.
وفي مجال تفسير الآلية التي تحكم المونتاج في السرد الروائي بشكل عام يستند مارسيل مارتن في كتابه اللغة السينمائية إلى منظومة تقوم على قوانين ثلاثة يرى أنها تمثل أهم الدوافع الفاعلة في آلية المونتاج, وتفسر دوافع القطع وفقا لكل من :
1- قانون التبرير المنطقي للقطع :
يرى مارسيل مارتن أن القطع يحكمه التفسير أو التبرير المنطقي المعبر عن وجهة نظر الكاميرا في لحظة ما. وبشكل عام إذا كنا بصدد مشهد نرى فيه شخصا مختبئا ومتربصا ... فاللقطة التالية يمكن أن ترينا ما يراه أو يحاول أن يراه (ما كان يفكر فيه أو ما كان ينبغي أن يراه ) , أي أن ترينا اللقطة التالية شخصية أخرى كان الأول يراقب اقترابها منه, أو أن ترينا مصدر الصوت الذي كان يحاول أن يتبين ماهيته ويتضح انه صادر مثلا عن "قطة" خارج نقاط رؤيته, أو ترينا تلك اللقطة التالية شخصا آخر لم يره الشخص المختبئ أو يشعر به بينما يقترب ناحيته من الخلف ويريد به شرا .
2- قانون توقع المتفرج :
وهو يفسر آلية الفضول لدى المتفرج في متابعته لفعل أو رد فعل الشخصية وفقا لخبرته الحياتية .. وهنا ينبغي أن تجد حركة الفضول المثارة عند المتفرج مايشبها عن طريق اللقطة التالية, سواء كانت توافق أو لا توافق التوقع المتولد عن اللقطة السابقة .
3- قانون المعلومة الجديدة :
ويختص بوجوب أن تضيف كل لقطة, أو مجموعة لقطات, أو حتى مشهد كامل معلومة, أو معلومات جديدة تشعر المتفرج بحركة الدراما ...
ويجب أيضاً أن يبقى خيار القطع متاحاً في الأساس تحت كل الظروف. ولا يعني هذا عدم القطع لصورة شخص يتحدث لآخرلمدة ثلاث دقائق. فإذا كان ذلك الشخص منصتا، فسيقوم على الأغلب بإحداث ردود فعل ,وتعبيرات بوجهه وجسمه ردا على ما يقال. عندها يجب عرض ردود الأفعال تلك. ولكن إذا كان الفرد يتحدث مع نفسه على شكل مونولوج Monologue ، بدون لحظات يتذكر فيها الماضى Flash backs مثلا , أو بدون ضرورة الرجوع إلى أية لقطات أخرى، عندها إذا تم اضافة لقطات أثناء المونتاج لهذه اللقطة ,فقط لمجرد ضرورة مشاهدة المتفرج لشيء مختلف، فعلى الأغلب إن القطع في حد ذاته سيشوه هذا المونولوج. فإذا كانت اللقطة مملة، فقد يرجع الخطأ إلى نوعية اللقطة ,أو طريقة تكوينها أو للعاملين سوياً. ويعد القطع إلى لقطة أخرى لمجرد زيادة السرعة , أمرا مشكوك فيه أيضا. وقد أنتشرت هذه الطريقة بشكل ينذر بالخطر مع اللقطات الأكثر من 3 ثواني, والتي يرى بعض المنتجين والمخرجين بأنها "مملة وطويلة".وهذا بالطبع يعتمد على طريقة التصوير, ومحتويات الصورة ,وعادات الفرجة. وما هو مقبول مع مشاهد الحركة ,غير مقبول مع المشاهد الغرامية مثلا. لذلك يجب أن يكون هناك سبب وجيه للقطع. ودائما أبحث عن الحافز والسبب ,حينئذ سيبدو المونتاج "طبيعا".
شكرا لك ولمرورك
screenmidea page contents